قال الكلبي ومقاتل لما نزلت هذه الآية ، أي الرخصة بالتوبة ، كتب أخو الحارث بن سُوَيْد ، إلى الحارث : إن الله قد عرض عليكم التوبة ، فرجع وتاب . وبلغ ذلك إلى أصحابه الذين بمكة ، فقالوا : إن محمداً تتربص به ريب المنون . فقالوا : نقيم بمكة على الكفر ، متى بدا لنا الرجعة رجعنا ، فينزل فينا ما نزل في الحارث ، فتقبل توبتنا فأنزل الله تعالى : { إِنَّ الذين كَفَرُواْ بَعْدَ إيمانهم ثُمَّ ازدادوا كُفْرًا } أي ثبتوا على كفرهم بقولهم : نقيم بمكة ما بدا لنا { لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ } ما أقاموا على الكفر .
قال الزجاج : كانوا كلما نزلت آية كفروا بها ، فكان ذلك زيادة كفرهم . وقوله : { لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ } ، أي توبتهم الأولى ، وحبط أجر عملهم . ويقال : { لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ } ، معناه أنهم لن يتوبوا . كما قال : { واتقوا يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شفاعة وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } [ سورة البقرة : 48 ] ، أي لا يشفع لها أحد ، ثم قال تعالى : { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضالون } عن الإسلام ، وهم الذين لم يتوبوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.