بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَنَٰدَيۡنَٰهُ أَن يَـٰٓإِبۡرَٰهِيمُ} (104)

{ وناديناه أَن يا إبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيا } وقال القتبي : الواو زيادة . ومعناه : فلما أسلما وتله للجبين ناديناه وهذا كما قال امرئ القيس

فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَة الحَيِّ وانْتَحَى *** بِنَا بَطْنُ خَبْت ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ

يعني : انتحى ، والواو زيادة . وقال بعضهم : في الآية مضمر . ومعناه { فَلَمَّا أَسْلَمَا } سلما { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } وذكر عن الخليل بن أحمد أنه سئل عن هذه الآية : فقال : ليس لنا في كتاب الله عز وجل متكلم .

فقيل له : فما مثله في العربية . فقال : قول امرئ القيس : فلما أجزنا ، ساحة الحي أجزنا وانتحى بنا . كذلك قوله : { أَسْلَمَا } سلما { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } . { وناديناه أَن يا إبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيا } يعني : أوفيت الوعد ، وائتمرت ما أمرت لقول الله تعالى : { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين } كما فعلت يا إبراهيم .