فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (82)

{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح ، فإن قلت لو دل الإيمان على العمل لكان ذكر العمل الصالح بعد الإيمان تكرارا ، قلت آمنوا يفيد الماضي وعملوا يفيد المستقبل ، فكأنه قال آمنوا ثم داموا عليه آخرا ، ويدخل فيه جميع الأعمال الصالحة { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } لا يخرجون منها ولا يموتون ، وأتى بالفاء في الشق الأول دون الثاني إيذانا بتسبب الخلود في النار على الشرك وعدم تسبب الخلود في الجنة عن الإيمان ، بل هو بمحض فضل الله تعالى .