{ وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون } .
{ وإذ أخذنا ميثاقكم } قيل هو خطاب لمن كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود ، والمراد أسلافهم المعاصرون لموسى على سنن التذكيرات السابقة ، وهذا شروع في بيان ما فعلوه بالعهد المتعلق بحقوق العباد بعد بيان ما فعلوه بالعهد المتعلق بحقوق الله وما يجري مجراها ، وقيل لآبائهم وفيه تقريع لهم وتوبيخ { لا تسفكون } أي لا تريقون والسفك الصب وقد تقدم { دماءكم } أي لا يفعل ذلك بعضكم ببعض أو لا تسفكوا دماء غيركم فيسفك دماءكم فكأنكم سفكتم دماء أنفسكم فهو من باب المجاز بأدنى ملابسة ، أو لأنه يوجبه قصاصا فهو من باب إطلاق المسبب على السبب { ولا تخرجون أنفسكم من دياركم } أي لا يخرج بعضكم بعضا من داره ، وقيل لا تفعلوا شيئا فتخرجوا بسببه من دياركم ، والدار المنزل الذي فيه أبنية المقام بخلاف منزل الارتحال ، وقال الخليل كل موضع حله قوم فهو دار لهم وإن لم يكن فيه أبنية ، وقيل سميت دار لدورها على سكانها كما يسمى الحائط حائطا لإحاطته على ما يحويه { ثم أقررتم } من الإقرار أي حصل منكم الاعتراف بهذا الميثاق المأخوذ عليكم أنه حق { وأنتم تشهدون } يا معشر اليهود ، الشهادة هنا بالقلوب ، وقيل هي بمعنى الحضور أي أنكم الآن تشهدون على أسلافكم بذلك ، وعلى هذا إسنادا لإقرار إليهم مجاز وكان الله سبحانه قد أخذ في التوراة على بني إسرائيل أن لا يقتل بعضهم بعضا ولا ينفيه ولا يسترقه . {[105]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.