{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا } أي صلوا التي شرعها الله لكم ، لأن الصلاة لا تكون إلا بالركوع والسجود ، وخص الصلاة لكونها أشراف العبادات ، ثم عمم فقال : { وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ } أي افعلوا جميع أنواع العبادة التي أمركم الله بها ، وقيل وحدوه { وَافْعَلُوا الْخَيْرَ } أي ما هو خير وهو أعم من الطاعة الواجبة والمندوبة وقيل المراد بالخير هنا المندوبات ثم علل ذلك بقوله :
{ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي إذا فعلتم هذه كلها رجوتم الفلاح ، وفي هذا إشارة إلى أن دخول الجنة ليس مرتبا على هذه الأعمال مثلا ، بل هذه الأمور كلفنا الله بها شرعا ، وأما قبولها فشيء آخر يتفضل الله به علينا ، وهذه الآية من مواطن سجود التلاوة عند الشافعي ومن وافقه ، لا عند أبي حنيفة ومن قال بقوله ، وقد تقدم أن هذه السورة فضلت بسجدتين وهذا دليل على ثبوت السجود عند تلاوة هذه الآية .
وقد اختلف في عدد سجود التلاوة فذهب أكثر أهل العلم إلى أنها أربع عشرة سجدة ، لكن الشافعي رحمه الله تعالى قال : في الحج سجدتان ، وأسقط سجدة ص ، وقال أبو حنيفة : في الحج سجدة ، وأثبت سجدة ص ، وقيل خمس عشرة سجدة ، وقال قوم :ليس في المفصل سجدة ، فعلى هذا تكون إحدى عشرة سجدة ،
وسجود التلاوة سنة عند الشافعي ، وواجب عند أبي حنيفة ، ودلائل الأقوال مبسوطة في مواطنها ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.