وهي مكية وآياتها مائة وثماني عشرة
قال القرطبي : كلها مكية في قول الجميع . أي بلا خلاف وآياتها مائة وتسع عشرة آية عند البصريين . ومائة وثماني عشرة آية عند الكوفيين وسبب هذا اختلافهم في قوله : { ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين } . هل هو آية أو بعض آية . وقد أخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم عن عبد الله بن السائب قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة الصبح . فاستفتح سورة المؤمنون حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون . أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع{[1]} . وأخرج البيهقي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لما خلق الجنة قال لها تكلمي . فقالت : قد أفلح المؤمنون ) وقد ورد في فضائل العشر الآيات من أول هذه السورة ما سيأتي قريبا .
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ( 1 ) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ( 2 ) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ( 3 ) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ( 4 ) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ( 5 ) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ( 6 ) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ( 7 ) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( 8 ) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ( 9 ) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ( 10 ) } .
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } قال الفراء : قد لتأكيد فلاحهم ، وإفادة ثبوت ما كان يتوقع الثبوت من قبل ، أو لتقريب الماضي من الحال ، ألا تراهم يقولون : قد قامت الصلاة قبل حال قيامها . والمعنى أن الفلاح قد حصل لهم وأنهم عليه في الحال ، والفلاح الظفر بالمراد ، والفوز بالمرام والنجاة عن المكروه . وقيل البقاء في الخير ، ويقال أفلح إذا دخل في الفلاح ؛ ويقال أفلحه إذا أصاره إلى الفلاح وقد تقدم معنى الفلاح في البقرة .
وقرئ أفلح بناء للمفعول ، وقرئ أفلحوا على الإبهام والتفسير ، أو على لغة أكلوني البراغيث .
وقد أخرج أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن عمر بن الخطاب قال : كان إذا أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل فأنزل الله عليه يوما ، فمكثنا ساعة فسرّى عنه فاستقبل القبلة فقال : " اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا ، ثم قال : لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة " ثم قرأ قد أفلح المؤمنون ، حتى ختم العشر ، وفي إسناده يونس ابن سليم{[1252]} .
قال النسائي : لا نعرفه ، وعن يزيد بن بابنوس قال : قلنا لعائشة : كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت كان خلقه القرآن ، ثم قالت تقرأ سورة المؤمنين ، اقرأ قد أفلح المؤمنون حتى بلغ العشر فقالت هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.