فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (28)

{ و } اذكر { لوطا } وقال الكسائي : المعنى وأنجينا لوطا ، أو أرسلنا لوطا { إذا قال لقومه ، إنكم لتأتون الفاحشة } أي الخصلة المتناهية في القبح ، وهي اللواطة قرئ بالاستفهام وبغيره .

{ ما سبقكم من أحد من العالمين } الإنس والجن ، مستأنفة مقررة لكمال قبح هذه الخصلة ، وأنهم منفردون بذلك لم يسبق إلى عملها أحد من الناس على اختلاف أجناسهم قيل : لم ينز{[1355]} ذكر على ذكر قبل قوم لوط من حيث إنها مما اشمأزت منه الطباع ، وتحاشت عنه النفوس ، حتى قدموا عليها لخبث طينتهم .

وهذه الآية دالة على وجوب الحد في اللواطة ، لأنها اشتركت مع الزنا في كونها فاحشة ، وقد قال تعالى : { لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة } هذا وإن كان قياسا إلا أن الجامع مستفادة من الآية ، قاله الرازي ، ثم بين سبحانه هذه الفاحشة فقال :


[1355]:نزا ينزو ونزاء أي وثب. المطيعي.