فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُ بَعۡضُكُم بِبَعۡضٖ وَيَلۡعَنُ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (25)

{ وقال } إبراهيم لقومه بعد الإنجاء من النار ، ولم يحصل له منهم رعب ولا مهابة { إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم } أي للتودد بينكم والتواصل لاجتماعكم على عبادتها ، وللخشية من ذهاب المودة فيما بينكم إن تركتم عبادتها ، قرئ برفع مودة ، وإضافتها إلى بينكم ، وبالنصب منونة ، ونصب بينكم على الظرفية { في الحياة الدنيا } أي ثم تنقطع ولا تنفع في الآخرة .

{ ثم يوم القيامة يكفر ببعض } أي يكفر بعض هؤلاء المتخذين للأوثان العابدين لها بالبعض الآخر منهم ، فيتبرأ القادة من الأتباع والأتباع من القادة ، وقيل : المعنى يتبرأ العابدون للأوثان من الأوثان من العابدين لها ، يقولون ، لا نعرفكم .

{ ويلعن بعضكم بعضا } أي كل فريق الآخر على التفسيرين المذكورين { ومأواكم النار } أي مأوى الكفار جميعا ، وقيل : يدخل في تلك الأوثان { وما لكم من ناصرين } يخلصونكم منها بنصرتهم لكم .