قوله تعالى : «وَلوطاً » إعرابه كإعراب إبراهيم{[41344]} { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ } قرأ أبو عمرو ، وحمزة والكسائي وأبو بكر «أَئِنَّكُم » بالاستفهام{[41345]} ، وقرأ الباقون{[41346]} بلا استفهام ، واتفقوا على استفهام الثانية «لَتَأتُونَ الفاحشة » وهو إتيان الرجال ، { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا } يجوز أن تكون{[41347]} استثنافية جواباً لمن سأل عن ذلك وأن تكون حالية أي مبتدعين لها{[41348]} .
فإن قيل : قال إبراهيم لقومه : «اعْبدُوا اللَّهَ » ، وقال لوطٌ لقومه هاهنا : { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفاحشة } ولم يأمرهم بالتوحيد ، فما الحكمة ؟ .
فالجواب : أنه لما ذكر الله لوطاً عند ذكر إبراهيم كان لوط في زمن إبراهيم فلم يذكر عن لوط أنه أمر قومه بالتوحيد مع الرسول لا بدّ أن يقول ذلك فحكاية لوط وغيرها هاهنا ذكرها الله على سبيل الاخْتِصَار فاقتصر على ما اختص به لوط وهو المنع من الفاحشة ، ولم يذكر عنه الأمر بالتوحيد ، وإن كان قاله في موضع آخر حيث قال : { اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِنْ إله غَيْرُهُ }{[41349]} ؛ لأن ذلك قد أتى به إبراهيم ، وسبقه فصار كالمختصِّ به ، وأما المنعُ من عمل قوم «لوط » فكان مختصاً «بلوط » فذكر كل واحد بما اختص به ، وسبق به غَيْرَهُ .
دلت الآية على وجوب الحد في اللّواطة ، لأنه سماها فاحشةً ، وقد ثبت أن إتيان الفاحشة يوجب الحدّ ، وأيضاً أن الله تعالى جعل عذاب من أتاها إمطارَ الحجارة عليه عاجلاً وهو الرَّجْمُ . وتقدم الكلام على قوله : { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ }{[41350]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.