{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ } أي ارجعوا إليه بالطاعة لما بشرهم سبحانه بأنه يغفر الذنوب جميعا أمرهم بالرجوع إليه ، بفعل الطاعات ، واجتناب المعاصي وليس في هذا ما يدل على تقييد الآية الأولى بالتوبة ، لا بمطابقة ، ولا تضمن ، ولا التزام ، بل غاية ما فيها أنه بشرهم بتلك البشارة العظمى . ثم دعاهم إلى الخير وخوفهم من الشر على أنه يمكن أن يقال إن هذه الجملة مستأنفة خطابا للكفار الذين لم يسلموا بدليل قوله :
{ وَأَسْلِمُوا لَهُ } جاء بها لتحذير الكفار وإنذارهم بعد ترغيب المسلمين بالآية الأولى ، وتبشيرهم ، وهذا وإن كان بعيدا ولكنه يمكن أن يقال به ، والمعنى على ما هو الظاهر أن الله جمع لعباده بين التبشير العظيم ، والأمر بالإنابة إليه ، والإخلاص له ، والاستسلام لأمره ، والخضوع لحكمه .
وقوله { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ } أي عذاب الدنيا كما يفيده النظم ، فليس في ذلك ما يدل على ما زعمه الزاعمون ، وتمسك به القانطون المقنطون والحمد لله رب العالمين { ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ } أي لا تمنعون من العذاب إن لم تتوبوا قبل نزول العقاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.