فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَصَابَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْۚ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ هَـٰٓؤُلَآءِ سَيُصِيبُهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ} (51)

{ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } أي جزاء سيئات كسبهم أو أصابهم سيئات هي جزاء كسبهم ، وسمي الجزاء سيئات لوقوعه في مقابلة سيئاتهم ، فيكون ذالك من باب الازدواج والمشاكلة . كقوله { وجزاء سيئة سيئة مثلها } وفيه رمز إلى أن جميع أعمالهم كذلك ، ثم أوعد سبحانه الكفار في عصره فقال :

{ وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ } الموجودين من الكفار { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } كما أصاب من قبلهم ، وقد أصابهم في الدنيا ما أصابهم من القحط والقتل والأسر والقهر ، والسين للتأكيد { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } أي بفائتين على الله بل مرجعهم إليه يصنع بهم ما شاء من العقوبة .