الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَنَٰدَيۡنَٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنِ وَقَرَّبۡنَٰهُ نَجِيّٗا} (52)

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { جانب الطور الأيمن } قال : جانب الجبل الأيمن { وقربناه نجيا } قال : نجا بصدقه .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله : { وقربناه نجياً } قال : قربه حتى سمع صرير القلم .

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر ، عن ميسرة { وقربناه نجياً } قال : أدني حتى سمع صرير القلم في الألواح وهو يكتب التوراة .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير { وقربناه نجياً } قال : أردفه جبريل ، حتى سمع صرير القلم والتوراة تكتب له .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي { وقربناه نجياً } قال : ادخل في السماء فكلم .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن مجاهد في قوله : { وقربناه نجياً } قال بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب ، حجاب نور وحجاب ظلمة ، حجاب نور وحجاب ظلمة ، حجاب نور وحجاب ظلمة ، فما زال موسى يقرب حتى كان بينه وبينه حجاب ، فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم { قال : رب أرني أنظر إليك } [ الأعراف : 143 ] .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وهناد في الزهد ، وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس { وقربناه نجياً } حتى سمع صريف القلم يكتب في اللوح .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن معد يكرب قال : لما قرب الله موسى نجياً بطور سينا قال : يا موسى ، إذا خلقت لك قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة تعين على الخير ، فلم أخزن عنك من الخير شيئاً ، ومن أخزن عنه هذا ، فلم أفتح له من الخير شيئاً .