الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (74)

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله : { ما قدروا الله حق قدره } قال : حين يعبدون مع الله ما لا ينتصف من الذباب .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان ، عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال : قال سلمان : دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل رجل النار في ذباب . قالوا : وما الذباب ؟ فرأى ذباباً على ثوب إنسان فقال : هذا الذباب . قالوا : وكيف ذلك ؟ قال : مر رجلان مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم ، لا يجاوزه أحد حتى يقرب له شيئاً ، فقالوا لهما : قربا لصنمنا قرباناً . قالا : لا نشرك بالله شيئاً . قالوا : قربا ما شئتما ولو ذباباً . فقال أحدهما لصاحبه : ما ترى قال أحدهما : لا أشرك بالله شيئاً . فقتل فدخل الجنة . فقال الآخر : بيده على وجهه ، فأخذ ذباباً فألقاه على الصنم ، فخلوا سبيله ، فدخل النار .