ثم قال تعالى : { ما قدروا الله حق قدره }[ 72 ] .
أي : ما عظموه في العبادة حق عظمته حين عدلوا به من يضعف عن الامتناع من أذى الذباب . هذا معنى قول ابن زيد{[47224]} .
وقد قال قوم : قوله تعالى : ضرب مثل ، فأين المثل ، ليس في الآية مثل والمعنى فيه على ما قدمنا أن معناه ، ضربتم لي مثلا ، أي جعلتم لي شبها وندا . كما قال : { وجعلوا لله أندادا }{[47225]} { فاستمعوا له } أي : /فاستمعوا جواب ما ضربتموه شبها لله وندا ، فالضرب إنما هو للمشركين الذين عدلوا الله بالأصنام ، فخبرنا الله تعالى عن ضعف الشبه والند الذي جعلوه له .
قال الكلبي : كانوا يعمدون إلى المسك والزعفران ، فيسحقونهما جميعا ، وهو عطر العرب{[47226]} ويطلون بهما الأصنام ، فإذا يبس تشقق فربما وقع عليه الذباب فيأخذ منه ، فكان يشتد عليهم .
ثم قال : { إن الله لقوي عزيز }[ 72 ] .
أي : قوي على خلق ما يشاء من صغير وكبير ، ( عزيز ){[47227]} أي : منيع في ملكه ، لا يقدر أحد أن يسلبه من ملكه شيئا ، وليس كآلهتهم{[47228]} التي{[47229]} يدعون من دون الله التي لا تقدر{[47230]} على خلق ذباب ، ولا على الامتناع من الذباب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.