اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (74)

قوله : { ما قدروا الله حق قدره } أي : ما عظموه حق تعظيمه ، حيث جعلوا هذه الأصنام على نهاية خساستها شركاء له في المعبودية . { إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } : «قويّ » لا يتعذر عليه فعل شيء «عزيز » لا يقدر أحد على مغالبته ، فأي حاجة إلى القول بالشريك .

قال الكلبي : في هذه الآية وفي نظيرها في سورة الأنعام{[31954]} : أنها نزلت في مالك ابن الصيف{[31955]} وكعب بن الأشرف ، وكعب بن أسد ، وغيرهم من اليهود ، حيث قالوا : إن الله تعالى{[31956]} لما فرغ من خلق السماوات والأرض أعيا من خلقها ، فاستلقى واستراح ، ووضع إحدى رجليه على الأخرى ، فنزلت هذه الآية تكذيباً لهم ، ونزل قوله : { وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ{[31957]} }{[31958]} [ ق : 38 ] .


[31954]:وهو قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} [الأنعام: 91].
[31955]:في ب: الضيف. وهو تحريف.
[31956]:في ب: سبحانه.
[31957]:من قوله تعالى: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} [ق: 38].
[31958]:انظر الفخر الرازي 23/70.