الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَإِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنۡهُم مُّنتَقِمُونَ} (41)

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون } قال : قال أنس رضي الله عنه : ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة ، فلم يُرِ الله نبيه في أمته شيئاً يكرهه حتى قُبِضَ ، ولم يكن نبي قط إلا وقد رأى العقوبة في أمته ، إلا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب أمته بعده ، فما رؤي ضاحكاً منبسطاً حتى قبض .

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق حميد ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله : { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون } الآية . قال : أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما يكره ، فرفعه إليه وبقيت النقمة .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال : قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون } قال : ذهب نبيه صلى الله عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون } قال : لقد كانت نقمة شديدة ، أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده .

وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن جابر بن عبد الله : « عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون } نزلت في علي بن أبي طالب ، أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي » .