البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنۡهُم مُّنتَقِمُونَ} (41)

ولما كانت حواسهم لن ينتفعوا بها الانتفاع الذي يجري خلاصهم من عذاب الله ، جعلوا صماً عمياً حيارى ، ويزيد بهم قريشاً ، فهم جامعو الأوصاف الثلاثة ، ولذلك عاد الضمير عليهم في قوله : { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون } ، ولم يجر لهم ذكر إلا في قوله : { أفأنت تسمع الصم } الآية .

والمعنى : أن قبضناك قبل نصرك عليهم ، فإنا منهم منتقمون في الآخرة كقوله : { أو نتوفينك فإلينا يرجعون }