الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ} (9)

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { وكنتم أزواجاً ثلاثة } قال : أصنافاً .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { وكنتم أزواجاً ثلاثة } قال : هي التي في سورة الملائكة { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات } [ فاطر : 32 ] .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { وكنتم أزواجاً ثلاثة } قال : هذا حين تزايلت بهم المنازل ، هم أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والسابقون .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { وكنتم أزواجاً ثلاثة } قال : منازل الناس يوم القيامة { فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } قال : ماذا لهم وماذا أعد لهم { وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة } قال : ماذا لهم وماذا أعد لهم { والسابقون السابقون } قال : السابقون من كل أمة .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن الحسن في قوله : { وكنتم أزواجاً ثلاثة } إلى قوله : { وثلة من الآخرين } قال : سوى بين أصحاب اليمين من الأمم الماضية وبين أصحاب اليمين من هذه الأمة ، وكان السابقون من الأولين أكثر من سابقي هذه الأمة .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { والسابقون السابقون } قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «السابقون يوم القيامة أربعة فأنا سابق العرب ، وسلمان سابق فارس ، وبلال سابق الحبشة ، وصهيب سابق الروم » .

وأخرج أبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «{ والسابقون السابقون أولئك المقربون } أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه » .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عثمان بن أبي سودة مولى عبادة بن الصامت قال : بلغنا في هذه الآية { والسابقون السابقون } أنهم السابقون إلى المساجد والخروج في سبيل الله .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس { والسابقون السابقون } قال : من كل أمة .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { والسابقون السابقون } قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الذي ذكر في يس ، وعلي بن أبي طالب ، وكل رجل منهم سابق أمته ، وعليّ أفضلهم سبقاً .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «{ وإذا النفوس زوّجت } قال : الضرباء كل رجل مع قوم كانوا يعملون بعمله ، وذلك بأن الله تعالى يقول : { وكنتم أزواجاً ثلاثة } فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون } قال : هم الضرباء » .