الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ} (25)

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : قال موسى : يا فرعون هل لك في أن أعطيك شبابك لا تهرم ، وملكك لا ينزع منك ، وترد إليك لذة المناكح والمشارب والركوب ، وإذا مت دخلت الجنة وتؤمن بي فوقعت في نفسه هذه الكلمات وهي اللينات ، قال : كما أنت حتى يأتي هامان ، فلما جاء هامان أخبره فعجزه هامان ، وقال : تصير تعبد إذا كنت رباً تُعْبَدُ فذلك حين خرج عليهم فقال لقومه وجمعهم { أنا ربكم الأعلى } . وفي قوله : { فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } قال : أصابته عقوبة الدنيا والآخرة .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } قال : بقوله : { أنا ربكم الأعلى } والأولى قوله : ما علمت .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك مثله .

وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي { فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } قال : هما كلمتاه الأولى { ما علمت لكم من إله غيري } [ القصص : 38 ] والأخرى { أنا ربكم الأعلى } وكان بينهما أربعون سنة .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عبدالله بن عمرو قال : بين كلمتيه أربعون سنة .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن خيثمة قال : كان بين قول فرعون { ما علمت لكم من إله غيري } وقوله : { أنا ربكم الأعلى } أربعون سنة .