الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة فنزلت { فيم أنت من ذكراها } .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال : إن مشركي أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : متى تقوم الساعة استهزاء منهم ، فنزلت { يسألونك عن الساعة أيّان مرساها } يعني متى مجيئها { فيم أنت من ذكراها } ما أنت من علمها يا محمد { إلى ربك منتهاها } يعني منتهى علمها { إنما أنت منذر من يخشاها } يعني من يخشى القيامة { كأنهم يوم يرونها } يعني يرون القيامة { لم يلبثوا } في الدنيا ولم ينعموا بشيء من نعيمها { إلا عشية } ما بين الظهر إلى غروب الشمس { أو ضحاها } ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار .

وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت : ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل عليه { فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها } فلم يسأل عنها .

وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عروة مرسلاً .

وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن طارق بن شهاب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت { فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها } فكف عنها .

وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : كانت الأعراب إذا قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة فينظر إلى أحدث إنسان فيهم فيقول : «إن يعش هذا قرناً قامت عليكم ساعتكم »

وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما يدخل الجنة من يرجوها ، وإنما يجتنب النار من يخشاها ، وإنما يرحم الله من يرحم » .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير في قوله : { إلى ربك منتهاها } قال : علمها ، وفي قوله : { إلا عشية } قال : من الدنيا { أو ضحاها } قال : العشية .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله : { كأنهم يوم يرونها } الآية ، قال : تدق الدنيا في أنفس القوم حين عاينوا أمر الآخرة .