فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَٱشۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} (114)

ثم لما وعظهم الله سبحانه بما ذكروه من حال أهل القرية المذكورة ، أمرهم أن يأكلوا مما رزقهم الله من الغنائم ونحوها ، وجاء بالفاء للإشعار بأن ذلك متسبب عن ترك الكفر . والمعنى : أنكم لما آمنتم وتركتم الكفر ، فكلوا الحلال الطيب وهو الغنيمة ، واتركوا الخبائث وهو الميتة والدم { واشكروا نِعْمَةَ الله } التي أنعم بها عليكم واعرفوا حقها { إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } ولا تعبدون غيره ، أو إن صحّ زعمكم أنكم تقصدون بعبادة الآلهة التي زعمتم عبادة الله تعالى ، وقيل : إن الفاء في { فكلوا } داخلة على الأمر بالشكر ، وإنما أدخلت على الأمر بالأكل ، لأن الأكل ذريعة إلى الشكر .

/خ119