اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَٱشۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} (114)

{ فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حَلالاً طَيِّباً واشكروا نِعْمَةَ الله إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } ، أي : إنَّ ذلك الجوع بسبب كفرهم ، فاتركوا الكفر حتى تأكلوا .

وقوله : { مِمَّا رَزَقَكُمُ الله } [ المائدة : 88 ] ، أي : من [ الغنائم ]{[20113]} ؛ قاله ابن عبَّاس - رضي اله عنه- .

وقال الكلبي : " إن رؤساء مكَّة كلَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جهدوا ، وقالوا : عاديت الرِّجال ، فما بال النِّساء والصِّبيان ؟ وكانت الميرة قد قطعت عنهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن بحمل الطعام إليهم " {[20114]} .

قوله تعالى : { واشكروا نِعْمَةَ الله } ، صرَّح هنا بالنِّعمة ؛ لتقدم ذكرها مع من كفر بها ، ولم يجئ ذلك في البقرة ، بل قال : { واشكروا للَّهِ } [ البقرة : 172 ] ، لما تقدَّم ذلك ، وتقدَّم نظير ما هنا .


[20113]:في أ: الغنيمة.
[20114]:ذكره الرازي في "تفسيره" (20/104).