الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَٱشۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} (114)

ثم قال [ تعالى {[40014]} ] : { فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا } [ 114 ] .

أي : فكلوا من الأنعام التي رزقكم الله حلالا ، أي : مذكاة على اسم الله {[40015]} ولا تحرموها كما حرمت العرب الوصائل والسوائب والحامي وغير ذلك { واشكروا نعمت الله } [ 114 ] أي : واشكروه على ما خلق لكم من ذلك ، وما أحل لكم من أكله على {[40016]} غيره من النعم { إن كنتم إياه تعبدون } [ 114 ] أي : تطيعون {[40017]} .

وقيل : إنما عني بقوله : { فكلوا مما رزقكم {[40018]} الله } الآية : المشركين وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لحقته {[40019]} رقة في أيام القحط فوجه إليهم طعاما يرتفقون به ، فأمرهم الله بأكله وبالشكر عليه إن كانوا يعبدون الله {[40020]} .والقول الأول : [ أولى{[40014]} ] لأن بعده : { إنما حرم عليكم الميتة } [ 115 ] وهذا إنما هو مخاطبة للمؤمنين بلا{[40015]} اختلاف{[40016]} .


[40014]:ساقط من ق.
[40015]:ق: الله الله.
[40016]:ط: وعلى.
[40017]:وهو تفسير ابن جرير، انظر: جامع البيان 18804.
[40018]:ق: رزقهم.
[40019]:ط : لحقه.
[40020]:ذكر هذا القول ابن جرير في جامع البيان 14/187.