السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَٱشۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} (114)

ثم قال تعالى : { فكلوا } ، أي : أيها المؤمنون ، { مما رزقكم الله } ، قال ابن عباس : يريد من الغنائم . وقال الكلبي : إنّ رؤساء مكة كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جهدوا وقالوا : عاديت الرجال فما بال النساء والصبيان ، وكانت الميرة قد قطعت عنهم ، فأذن في الحمل إليهم ، فحمل الطعام إليهم فقال الله تعالى : { كلوا مما رزقكم الله } .

وقال الرازي : والقول ما قال ابن عباس ، يدل عليه قوله تعالى بعد هذه الآية : { إنما حرم عليكم الميتة } ، يعني أنكم لما آمنتم وتركتم الكفر فكلوا مما رزقكم الله . { حلالاً طيباً } ، وهو الغنيمة ، واتركوا الخبائث ، وهي الميتة والدم . ولما أمرهم تعالى بأكل الحلال أمرهم بشكر النعمة بقوله تعالى : { واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون } أي : تطيعون .

تنبيه : رسمت نعمت بالتاء وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالهاء والباقون بالتاء والكسائي يقف بالإمالة .