فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (9)

ثم بيّن سبحانه من لا يحلّ برّه ولا العدل في معاملته فقال : { إِنَّمَا ينهاكم الله عَنِ الذين قاتلوكم فِي الدين وَأَخْرَجُوكُم مّن دياركم } وهم صناديد الكفر من قريش { وظاهروا على إخراجكم } أي عاونوا الذين قاتلوكم على ذلك ، وهم سائر أهل مكة ومن دخل معهم في عهدهم ، وقوله : { أَن تَوَلَّوْهُمْ } بدل اشتمال من الموصول كما سلف { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون } أي الكاملون في الظلم لأنهم تولوا من يستحق العداوة لكونه عدوّاً لله ولرسوله ولكتابه وجعلوهم أولياء لهم .

/خ9