فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (9)

ثم بيّن سبحانه من لا يحل بره ولا العدل في معاملته ، فقال :{ إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم } وهم صناديد الكفار من قريش وعتاة أهل مكة ، { وظاهروا على إخراجكم } أي عاونوا الذين قاتلوكم وأخرجوكم على ذلك ، وهم سائر أهل مكة ومن دخل معهم في عهدهم ، { أن تولوهم } بدل اشتمال من الموصول كما سلف .

{ ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } أي الكاملون في الظلم ، لأنهم تولوا من يستحق العداوة لكونه عدوا لله ولرسوله ولكتبه ، وجعلوهم أولياء لهم ، وفيه مراعاة معنى من بعد مراعاة لفظها .