فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجۡعَلَ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ عَادَيۡتُم مِّنۡهُم مَّوَدَّةٗۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٞۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (7)

{ عَسَى الله أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الذين عَادَيْتُم مّنْهُم مَّوَدَّةً } وذلك بأن يسلموا فيصيروا من أهل دينكم ، وقد أسلم قوم منهم بعد فتح مكة ، وحسن إسلامهم ، ووقعت بينهم وبين من تقدّمهم في الإسلام مودّة وجاهدوا وفعلوا الأفعال المقرّبة إلى الله . وقيل : المراد بالمودّة هنا : تزويج النبيّ صلى الله عليه وسلم بأمّ حبيبة بنت أبي سفيان . ولا وجه لهذا التخصيص وإن كان من جملة ما صار سبباً إلى المودّة ، فإن أبا سفيان بعد ذلك ترك ما كان عليه من العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لم تحصل المودّة إلاّ بإسلامه يوم الفتح وما بعده { والله قَدِيرٌ } أي بليغ القدرة كثيرها { والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي بليغهما كثيرهما .

/خ9