تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

26

المفردات :

من القريتين : من إحدى القريتين : مكة ، والطائف ، والرجل الذي من مكة هو الوليد بن المغيرة المخزومي ، وكان يسمى ريحانة قريش ، والذي من الطائف هو عروة بن مسعود الثقفي .

التفسير :

31- { وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } .

تعنّت أهل مكة وقدّموا طائفة من المطالب ، مثل أن يكون الرسول ملكا ، أو أن يكون مالكا لأموال كثيرة تغنيه عن العمل والحاجة ، ولما فنّد القرآن آراءهم ، قالوا : لو كان هذا قرآنا حقا من عند الله لما اختار لرسالته يتيما فقيرا مغمورا ، وإنما يختار عظيما ثريا وجيها بين الناس ، مثل الوليد بن المغيرة في مكة ، أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف ، ظنا منهم أن العظيم من يكون له مال كثير وحشم وخدم ، وما علموا أن الرسالة تحتاج إلى نفس عظيمة ذات همة عالية ، ومطالب سامية ، ورحمة بالضعفاء ، وحرص على الهداية ، وتطلع إلى مرضاة الله ، وسمو في العبادة والتهجد والتبتل وترتيل القرآن ، وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم أهلا لذلك ، والله أعلم حيث يجعل رسالته .

وقد تعددت الآراء حول الأشخاص الذين عناهم كفار مكة ، بعظيم مكة أو عظيم الطائف ، فنقل ابن كثير ثلاثة آراء هي :

1- الوليد بن المغيرة بمكة ، وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف .

2- عتبة بن ربيعة بمكة ، وابن عبد ياليل بالطائف .

3- الوليد بن المغيرة بمكة ، وكنانة بن عمر الثقفي بالطائف .

ثم قال : والظاهر أن مرادهم رجل كبير من أي البلدتين كان .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

{ وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين } أي من إحدى القريتين مكة والطائف أو من رجالهما فمن ابتدائية أو تبعيضية ، وقرىء { رَجُلٌ } بسكون الجيم { عظِيمٌ } بالجاه والمال قال ابن عباس : الذي من مكة الوليد بن المغيرة المخزومي والذي من الطائف حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي ، وقال مجاهد : عتبة بن ربيعة وكنانة بن عبد ياليل ، وقال قتادة : الوليد بن المغيرة . وعروة بن مسعود الثقفي ، وكان الوليد بن المغيرة يسمى ريحانة قريش وكان يقول : لو كان ما يقول محمد صلى الله عليه وسلم حقاً لنزل على أو على أبي مسعود يعني عروة بن مسعود وكان يكنى بذلك ، وهذا باب آخر من إنكارهم للنبوة وذلك أنهم أنكروا أولاً أن يكون النبي بشراً ثم لما بكتوا بتكرير الحجج ولم يبق عندهم تصور رواج لذلك جاؤا بالإنكار من وجه آخر فتحكموا على الله سبحانه أن يكون الرسول أحد هذين وقولهم هذا القرآن ذكر له على وجه الاستهانة لأنهم لم يقولوا هذه المقالة تسليماً بل إنكاراً كأنه قيل : هذا الكذب الذي يدعيه لو كان حقاً لكان الحقيق به رجل من القريتين عظيم وهذا منهم لجهلهم بأن رتبة الرسالة إنما تستدعي عظيم النفس بالتخلي عن الرذائل الدنية والتحلي بالكمالات والفضائل القدسية دون التزخرف بالزخارف الدنيوية .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ} (31)

{ وَقَالُوا } مقترحين على اللّه بعقولهم الفاسدة : { لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } أي : معظم عندهم ، مبجل من أهل مكة ، أو أهل الطائف ، كالوليد بن المغيرة ونحوه ، ممن هو عندهم عظيم .