تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{۞وَمَن يَقۡنُتۡ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا نُّؤۡتِهَآ أَجۡرَهَا مَرَّتَيۡنِ وَأَعۡتَدۡنَا لَهَا رِزۡقٗا كَرِيمٗا} (31)

{ ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما( 31 ) يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا( 32 ) وقرن في بيوتكن ولا تتبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا( 33 ) واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءايات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا( 34 ) }

المفردات :

يقنت : يطع ويخضع .

نؤتها أجرها مرتين : نضاعف لها أجر عملها الصالح حتى يكون ضعف عمل امرأة أخرى من غير نساء النبي .

رزقا كريما : في الجنة .

التفسير :

{ ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما . }

هذه الآية والتي قبلها واللاتي بعدها آداب من الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وسلم .

والمعنى : ومن يطع منكن الله ورسوله في قنوت وخشوع وإخبات ، وتستمر على العمل الصالح من صلاة وزكاة وطاعة لرسول الله والتزام ما يرضيه وتجنب مطالبته بما ليس عنده ، هذه يضاعف الله لها الثواب مرتين ، وأعد الله لها رزقا كريما منه سبحانه في الجنة أو في الدنيا والآخرة ، فكما يضاعف الله العذاب لمن عصت منهن ضاعف سبحانه وتعالى الثواب لمن أطاعت منهن رفعا لمنزلتهن وإكراما لهن .

أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في حاصل معنى هذه الآية والتي قبلها قال : من عصت منكن فإن العذاب يكون عليها ضعف سائر نساء المؤمنين ، ومن عملت صالحا منكن فإن أجرها يكون ضعف سائر نساء المسلمين ، وهذا يستدعي أنه إذا أثيب سائر النساء المسلمين على الحسنة بعشر أمثالها أتين على الحسنة بعشرين مثلا ، وإن زيد النساء على العشر شيء زيد لهن ضعفه أه .

والله تعالى يضاعف لمن يشاء بحسب نية العبد وظروفه ، ولا حرج على فضل الله في العطاء والجزاء فهو سبحانه واسع الكرم والعلم والله واسع عليم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{۞وَمَن يَقۡنُتۡ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا نُّؤۡتِهَآ أَجۡرَهَا مَرَّتَيۡنِ وَأَعۡتَدۡنَا لَهَا رِزۡقٗا كَرِيمٗا} (31)

قوله عز وجل :{ ومن يقنت } يطع ، { منكن لله ورسوله } قرأ يعقوب : من تأت منكن ، وتقنت بالتاء فيهما ، وقرأ العامة بالياء لأن من أداة تقوم مقام الاسم يعبر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث ، { وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين } أي : مثل أجر غيرها . قال مقاتل : مكان كل حسنة عشرين حسنة . وقرأ حمزة والكسائي : يعمل ، يؤتها بالياء فيهما نسقاً على قوله : ومن يأت ، ويقنت وقرأ الآخرون بالتاء ، { واعتدنا لها رزقاً كريماً } حسناً يعني الجنة .