قوله : { وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَآ } : قرأ الأخَوان " ويَعْمَلْ ويُؤْتِ " بالياء مِنْ تحتُ فيهما . والباقون " وتَعْمل " بالتاء من فوق . " نُؤْتِها " بالنون . فأمَّا الياءُ في " ويَعْمَلْ " فلأجل الحَمْلِ على لفظ " مَنْ " وهو الأصلُ . والتاءُ مِنْ فوقُ على معناها ؛ إذ المرادُ بها مؤنثٌ ، وتَرَشَّح هذا بتقدُّمِ لفظِ المؤنث وهو " مِنْكُنَّ " ومثلُه قولُه :
وإنَّ مِن النِّسْوان مَنْ هي روضةٌ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
/لَمَّا تقدَّم قولُه : " مِن النسوانِ " تَرَجَّح المعنى فَحَمَل عليه . وأمَّا " يُؤْتِها " بالياءِ مِنْ تحتُ فالضمير لله تعالى لتقدُّمِه في " لله ورسوله " . وبالنون فهي نونُ العظمة . وفيه انتقالٌ من الغَيْبة إلى التكلُّم .
وقرأ الجحدريُّ ويعقوب وابن عامر في رواية وأبو جعفر وشيبةُ " تَقْنُتْ " بالتاءِ مِنْ فوقُ حَمْلاً على المعنى وكذلك " وتَعْمَل " . وقال أبو البقاء : " إنَّ بعضَهم قرأ " ومَنْ تَقْنُتْ " بالتأنيث حَمْلاً على المعنى و " يَعْمَلْ " بالتذكير حملاً على اللفظ " . قال : " فقال بعض النحويين : هذا ضعيفٌ ؛ لأنَّ التذكيرَ أصلٌ فلا يُجْعَلُ تَبَعاً للتأنيث . وما عَلَّلوه به قد جاء مثلُه في القرآن . قال تعالى : { خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا } " [ الأنعام : 139 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.