تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِمَا كَفَرُواْۖ وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ} (17)

15

{ ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور } .

المفردات :

جزيناهم : عاقبناهم .

الكفور : المبالغ في الكفر المتشبت به .

التفسير :

أي ذلك العقاب الذي نزل بهم حيث دمرت البساتين الخضراء المثمرة ولم تبق لهم إلا أشجار متفرقة في الصحراء كثيرة الشوك قليلة النفع والفائدة ، هذا الجزاء العادل والعقاب الرادع بسبب كفرهم بنعمة الله حيث أهملوا سد مأرب وأعرضوا عن الإيمان بالله فاستحقوا هذه العقوبة وهل نجازي الجزاء المؤلم والعقوبة الرادعة إلا لكثير الكفر المصر على الجحود والمبالغ فيه ؟ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِمَا كَفَرُواْۖ وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ} (17)

قوله تعالى : { ذلك جزيناهم بما كفروا } أي : ذلك الذي فعلنا بهم جزيناهم بكفرهم ، { وهل نجازي إلا الكفور } قرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص ، ويعقوب : وهل نجازي بالنون وكسر الزاي ، الكفور نصب لقوله : ذلك جزيناهم ، وقرأ الآخرون بالياء وفتح الزاي ، الكفور نصب لقوله ذلك جزيناهم . وقرأ الآخرون بالياء وفتح الزاي( الكفور ) رفع ، أي : وهل يجازي مثل هذا الجزاء إلا الكفور . وقال مجاهد : يجازي أي : يعاقب . ويقال في العقوبة : يجازي ، وفي المثوبة يجزي . قال مقاتل : هل يكافأ بعمله السيئ إلا الكفور لله في نعمه . قال الفراء : المؤمن يجزى ولا يجازى ، أي : يجزى الثواب بعمله ولا يكافأ بسيئاته .