ثم بين ( الله ){[44460]} تعالى أن ذلك ( كان ){[44461]} مجازاة لهم على كفرانِهم فقال : { جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نجازي } بذلك الجزاء «إلاَّ الكَفُور » .
قوله : { وَهَلْ نجازي } قرأ الأَخَوَانِ وحفصٌ نُجَازِي بنون العظمة وكسر الزاي لقوله : «جَزَيْنَاهُمْ » أي ( نحن ){[44462]} ( وهل نُجَازِي{[44463]} هَذَا الجَزَاءَ ) إلا الكفور مفعول به والباقون بضم الياء وفتح الزاي مبنياً للمفعول{[44464]} إلا الكفور رفع على ما لم يسم فاعله ومسلم{[44465]} بن جُنْدُب «يُجْزَى » للمفعول{[44466]} إلاَّ الكَفُور رفعاً على ما تقدم وقرئ «يَجْزِي » مبنياً للفاعل وهو اللَّهُ تَعَالى «الكَفُورَ » نصباً على المفعول به{[44467]} .
قال مجاهد : يجازي أي يعاقب ويقال في العقوبة يجازي وفي التوبة يجزى{[44468]} . قال الفراء : المؤمن يجزى ولا يجازى{[44469]} أي يُجْزَى الثوابَ بعَملِهِ ولا يكأفَأُ بسيِّئَاته . وقال بعضهم : المجازاة يقال في النعمة والجزاء في النقمة لكن قوله تعالى : { ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفْرُوا } يدل على أن «يَجْزي » في النَّقمة ولعل من قال ذلك أخذه من المجازاة مفاعلة وهي في أكثر الأمر يكون ما بين اثنين يؤخذ من كل واحد جزاء في حق الآخر وفي النعمة لا تكون مجازاة لأن الله مبتدِئٌ بالنعم{[44470]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.