ثم قال : { ذلك جزيناهم بما كفروا } أي عاقبناهم بكفرهم بالله ورسله أي : هذا الذي فعلنا بهم جزاء منا لهم بكفرهم .
وقيل : التقدير : وجزيناهم ذلك بكفرهم{[55903]} .
ف { ذلك } في موضع نصب على هذا ، وفي موضع رفع على القول الأول على الخبر للابتداء{[55904]} المحذوف .
ثم قال : { وهل يجازى إلا الكفور }أي : وهل يكافأ إلا من كفر بالله ، فأما جزاء المؤمنين فهو تفضل من الله لا مكافأة ، لأنه جعل لهم بالحسنة عشرا ، فذلك تفضل منه ، وجعل للمسيء بالواحدة واحدة مكافأة له على جرمه ، فالمكافآت لأهل الكبائر والكفر ، والمجازاة لأهل الإيمان مع التفضل .
قال مجاهد : { يجازى } يعاقب{[55905]} .
قال قتادة : إذا أراد بعبد كرامة يقبل حسناته ، وإذا أراد بعبد هوانا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافى بها يوم القيامة{[55906]} .
وقيل : المعنى : ليس يجازى بمثل هذا الجزاء الذي هو الاصطلام{[55907]} والهلاك إلا من كفر{[55908]} .
وروت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حوسب هلك ، قالت : فقلت يا نبي الله ، فأين قوله : { فسوف يحاسب حسابا يسيرا }{[55909]} قال : إنما ذلك العرض ومن نوقش الحساب هلك " {[55910]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.