فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِمَا كَفَرُواْۖ وَهَلۡ نُجَٰزِيٓ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ} (17)

والإشارة بقوله { ذلك } إلى ما تقدم من التبديل أو إلى المصدر .

{ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا } أي ذلك التبديل أو ذلك الجزاء بسبب كفرهم للنعمة بإعراضهم عن شكرها .

{ وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ } أي وما نجازي هذا الجزاء بسلب النعمة ونزول النقمة إلا الشديد الكفر المتبالغ ، قرأ الجمهور : بضم التحتية وفتح الزاي على البناء للمفعول وقرئ : بالنون وكسر الزاي مبنيا للفاعل ، وهو الله سبحانه ، والكفور على الأولى مرفوع وعلى الثانية منصوب وظاهر الآية أنه لا يجازي إلا الكفور ، مع كون أهل المعاصي يجازون ، وقد قال قوم إن معنى الآية أنها لا يجازي هذا الجزاء وهو الاصطلام والإهلاك إلا من كفر وقال مجاهد : أن المؤمن تكفر عنه سيآته والكافر يجازى بكل عمل عمله ، وقال طاووس : هو المناقشة في الحساب ، وأما المؤمن فلا يناقش . وقال الحسن : إن المعنى أنه يجازي الكافر مثلا بمثل ورجح هذا الجواب النحاس .