تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ} (4)

المفردات :

يفرق : يفصل ويبين .

كل أمر حكيم : كل أمر ذي حكمة ، وهو ما قضاه الله من أحوال العباد وحاجاتهم ، ومن أعظم ذلك نزول القرآن .

التفسير :

4- { فيها يفرق كل أمر حكيم } .

فيها يفرق كل أمر ذي حكمة ، من أرزاق العباد وآجالهم وما يتعلق بهم ، من ليلة القدر إلى مثلها من العام القادم ، حتى إن الرجل ليتزوج ويولد له وقد كتب اسمه في ديوان الموتى .

وقيل : إن الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم هي ليلة النصف من شعبان ، حيث فيها آجال العباد وأرزاقهم وما يصيبهم ، ورفض ذلك المحققون .

وقيل : تبدأ كتابة الآجال والأعمار والأرزاق وشئون الخلق من ليلة النصف من شعبان إلى ليلة القدر من رمضان ، وهذا قول يحتاج إلى دليل ، وجمهور المفسرين على أن الليلة المباركة هي ليلة القدر من شهر رمضان .

قال ابن عباس : يحكم الله أمر الدنيا إلى السنة القادمة ، ما كان من حياة أو موت أو رزق .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ} (4)

قوله تعالى : { فيها } أي في الليلة المباركة ، { يفرق } أي يفصل ، { كل أمر حكيم } محكم ، وقال ابن عباس : يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج ، يقال : يحج فلان ويحج فلان ، قال الحسن ومجاهد وقتادة : يبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخلق ورزق ، وما يكون في تلك السنة . وقال عكرمة : هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة وتنسخ الأحياء من الأموات فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان ، حتى إن الرجل لينكح ويولد له ولقد أخرج اسمه في الموتى " . وروى أبو الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما : " أن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان ، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر " .