نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ} (4)

ولما وصف ليلة إنزال هذا القرآن بالبركة ، وأعلم أن من أعظم بركتها النذارة ، {[57245]}وكانت النذارة{[57246]} مع أنها {[57247]}فرقت من{[57248]} البشارة أمراً عظيماً موجباً لفرقان ما بين المحاسن والمساوىء من الأعمال قائدة إلى كل خير بدليل أن أتباع ذوي البركة من العلماء ، وإذا تعارض عندهم أمر العالم والظالم ، قدموا أمر الظالم لما يخافون من نذارته ، وأهملوا أمر العالم وإن عظم الرجاء لبشارته ، قال معللاً لبركتها بعد تعليل الإنزال فيها ، ومعمماً لها يحصل فيها من بركات التفضيل{[57249]} : { فيها } أي الليلة المباركة سواء قلنا : إنها ليلة القدر أو ليلة النصف أصالة أو مآلاً { يفرق } أي ينشر ويبين ويفصل ويوضح مرة بعد مرة { كل أمر حكيم * } أي محكم الأمر لا يستطاع أن يطعن فيه بوجه من جميع ما يوحى به من الكتب وغيرها والأرزاق والآجال والنصر والهزيمة والخصب والقحط وغيرها من جميع أقسام{[57250]} الحوادث وجزئياً{[57251]} في أوقاتها وأماكنها ، ويبين ذلك للملائكة من تلك الليلة إلى مثلها{[57252]} من العام المقبل فيجدونه سواء فيزدادون بذلك إيماناً ، قال البغوي{[57253]} رحمه الله : قال ابن عباس رضي الله عنهما : يكتب من أم الكتاب [ في ليلة القدر-{[57254]} ] ما هو كائن في السنة من الخير والشر ، والأرزاق والآجال ، قال : وروى أبو الضحى عنه أن الله تعالى يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان فيسلمها إلى أربابها{[57255]} في ليلة القدر . وقال الكرماني : فيسلمها إلى إلى أربابها{[57256]} وعمالها من الملائكة ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان .


[57245]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[57246]:سقط ما بين الرقمين من مد
[57247]:من مد، وفي الأصل: فرقة مع، وفي ظ: فرقة من.
[57248]:من مد، وفي الأصل: فرقة مع، وفي ظ: فرقة من.
[57249]:من ظ ومد، وفي الأصل: التفصيل.
[57250]:من ظ ومد، وفي الأصل: الأشياء
[57251]:من مد، وفي الأصل و ظ: جريتها.
[57252]:من ظ ومد، وفي الأصل: قبلها
[57253]:راجع المعالم بهامش اللباب6/120.
[57254]:زيد من مد والمعالم.
[57255]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[57256]:سقط ما بين الرقمين من ظ.