تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ} (30)

24

{ قل لكم ميعاد يوم لا تستئخرون عنه ساعة ولا تستقدمون } .

المفردات :

ميعاد يوم : هو يوم القيامة .

التفسير :

إن الساعة أو الموت أو القتل يوم غزوة بدر أو العقوبة التي تصيبكم جزاء كفركم لها ميعاد لا يعلمه إلا الله وإذا جاء هذا الميعاد فلا يتقدم ساعة ولا يتأخر .

قال تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } . ( الأعراف : 34 ) .

قال في التفسير المنير : قل لهم يا محمد لكم ميقات معين هو يوم البعث أو القيامة لا يزيد ولا ينقص ولا تتقدمون عنه ولا تتأخرون وهو آت لا محالة وعلمه عند الله لم يطلع عليه أحدا من خلقه . أه .

قال تعالى : { وما نؤخره إلا لأجل معدود*يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد } . ( هود : 104-105 ) .

***

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ} (30)

ولما تبين من سؤالهم أنه لم يكن للاسترشاد وإن هم بالغوا به في التكذيب والاستهزاء بعد الإبلاغ في إقامة الأدلة ، أمره بأن يجيبهم بما يصلح للمعاند من صادع التهديد بقوله : { قل لكم } أي{[56910]} أيها الجامدون الأجلاف الذين لا يجوزون الممكنات ، ولا يتدبرون ما{[56911]} أوضحها من الدلالات ، مع ضعفهم عن الدفاع ، والمغالبة والامتناع { ميعاد يوم } أي لا تحتمل{[56912]} العقول وصف عظمه لما يأتي فيه من العقاب سواء كان يوم{[56913]} الموت أو البعث . ولما كان تعلق النفوس بالمهلة عظيماً ، قال : { لا تستأخرون } أي لا يوجد تأخركم ولا يمكن أن يطلب لحثيث الطلب وتعذر الهرب{[56914]} { عنه ساعة } لأن الآتي به عظيم القدرة محيط العلم ، ولذلك قال : { ولا تستقدمون } أي لا يوجد تقدمكم لحظة فما دونها ولا تتمكنون من طلب ذلك .


[56910]:زيد من ظ وم ومد.
[56911]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: من، والكلمة ساقطة من مد.
[56912]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لا تحمل.
[56913]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بعد.
[56914]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: المهرب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ} (30)

قوله : { قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ } { لكم ميعاد } ، مبتدأ وخبر . والميعاد مصدر مضاف لظرفه ، وهو يطلق على الوعد والوعيد ، والوعد في الخير ، والوعيد في الشر غالبا{[3812]} فقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجيب المشركين بقوله : لكم زمان مؤجل لا يزاد ولا ينقص . فإذا جاء هذا الزمان الموعود فإنه لا يمكنكم التأخر عنه بالاستهمال ، ولا التقدم إليه بالاستعجال . فهو يوم عصيب موعود آت لا محالة ، يغشى الناس فجأة فيشير فيهم الفزع والذعر والذهول{[3813]}


[3812]:الدر المصون ج 9 ص 188
[3813]:البحر المحيط ج 7 ص 270 وروح المعاني ج 22 ص 144 وتفسير النسفي ج 3 ص 325