تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ} (47)

المفردات :

لافتدوا به : لقدّموه فداء من العذاب .

وبدا : ظهر .

يحتسبون : يدخل في تقديرهم وحسابهم .

التفسير :

47-{ ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } .

لو أن الكافرين الذين ظلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وظلموا أنفسهم بالكفر ، كانوا يملكون جميع ما في الأرض من خيرات ونعم ، ويملكون مثله معه ، لافتدوا به أنفسهم من سوء العذاب ، وهوله وشدته يوم القيامة ، حيث يظهر لهم من أهوال القيامة ، وألوان العذاب ، وغضب الجبار عليهم ، ما لم يكن يخطر لهم على بال ، وفي الآية تفخيم لألوان العذاب والنكال الذين ينزل بالكافرين ، يقابله أن المتقين يجدون في الجنة ما لم يكن يخطر لهم على بال من ألوان النعيم .

قال تعالى : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } . ( السجدة : 17 ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " {[606]} .

وخلاصة معنى الآية :

ترقبوا أيها الظالمون هولا وعذابا لم يخطر لكم على بال ، وقد تكرر معنى الآية في القرآن الكريم ، ومن ذلك قوله تعالى : { إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم * يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم } . ( المائدة : 36 ، 37 ) .


[606]:فيها ما لا عين رأت: رواه البخاري في بدء الخلق (3244)، وفي التفسير (4779، 4780)، وفي التوحيد (7498) ومسلم في الجنة (2824)، والترمذي في التفسير (3197، 3292)، وابن ماجة في الزهد (4328)، وأحمد (9365، 9688، 10051)، والدارمي في الرقاق (2828) من حديث أبي هريرة.
 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ} (47)

شرح الكلمات :

{ ولو أن للذين ظلموا } : أي ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي .

{ وبدا لهم ما لم يكونوا يحتسبون } : أي وظهر لهم من عذاب الله ما لم يكونوا يظنونه .

المعنى :

وقوله تعالى : { ولو أن للذين ظلموا } أي أنفسهم بالشرك وهو الظلم العظيم وبغشيان المعاصي والذنوب لو أن لهم عند معاينة العذاب يوم القيامة { ما في الأرض جميعاً } من أموال ونفائسها ومثله معه وقبل منهم الفداء { لافتدوا به من سوء العذاب } ولما تردَّدوا أبداً وهذا دالٌّ على شدَّة العذاب وأنه لا يطاق ولا يُحْتَمَل مع حرمانهم من الجنة ونعيمها .

وقوله تعالى : { وبدا لهم ما لم يكونوا يحتسبون } أي وظهر لهم أي لأولئك الذين إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم وإذا ذكرت الأصنام فرحوا بذلك واستبشروا وبدا لهم من ألوان العذاب ما لم يكونوا يظنون ولا يحتسبون .

الهداية :

من الهداية :

- بيان عظم العذاب وشدته يوم القيامة وأن المرء لو يقبل منه فداء لافتدى منه بما في الأرض من أموال ومثله معه .