تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ فَكَّرَ وَقَدَّرَ} (18)

11

المفردات :

إنه فكر : إنه فكر ماذا يقول في شأن القرآن والرسول من الاختلاق .

وقدر : ورتب وهيّأ في نفسه قولا كاذبا في القرآن والنبيّ .

التفسير :

7- إنه فكّر وقدّر .

تأتي هذه الآيات كالتعليل لما سبقها ، أي أنه قد استحق العذاب بسبب مواقفه المعادية للإسلام .

فقد ثبت أنه قد مدح القرآن الكريم حين سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحين سمعه من أبي بكر الصديق ، فقالت قريش : صبأ والله الوليد ، ولئن صبأ الوليد لتصبأن قريش كلها ، فذهب إليه أبو جهل ، وحرّضه على أن يقف موقفا معاديا لمحمد صلى الله عليه وسلم وللقرآن الكريم ، فذهب إلى قومه وقال : تزعمون أن محمدا مجنون أو ساحر أو كذاب أو شاعر ، فهل جربتم عليه الجنون أو السحر أو الكذب أو الشعر ، قالوا : لا ، ثم قال قومه له : فماذا تقول أنت يا أبا الوليد ؟ فأخذ يعمل عقله ، ويعيد التفكير والتقدير مرارا ، حتى يقول قولا يخالف ضميره ، ويخالف مدحه السابق للقرآن ، ويتناسب مع إعراضه عن الحق بعد ظهوره له ، واستكباره من الهدى بعد أن لاحت بوادره ، فاتهم محمدا بالسّحر ، وأنه يفرّق بين المرء وقومه ، والمرء وزوجته ، والمرء وأخيه ، واتهم القرآن بأنه كلام البشر ، فاستحق الوليد عذاب الضمير في الدنيا ، وعذاب جهنم في الآخرة .

والمعنى :

إنه فكّر وقدّر .

إنه فكّر في أمر القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم ، وقدّر وزوّر كلاما في نفسه ، قد حضّره ليقوله عن القرآن ، عنادا ومكابرة .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ فَكَّرَ وَقَدَّرَ} (18)

شرح الكلمات :

{ إنه فكر وقدّر } : أي فيما يقول في القرآن الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقدر في نفسه ذلك .

المعنى :

فقال تعالى { إنه فكر } أي فيما يقول في القرآن لما طلبت منه قريش أن يقول فيه ما يراه من صلاح أو فساد . { وقدر } في نفسه .

/ذ30