الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّهُۥ فَكَّرَ وَقَدَّرَ} (18)

{ إِنَّهُ فَكَّرَ } تعليل للوعيد ، كأن الله تعالى عاجله بالفقر بعد الغنى ، والذل بعد العز في الدنيا بعناده ، ويعاقبه في الآخرة بأشدّ العذاب وأفظعه لبلوغه بالعناد غايته وأقصاه في تفكيره ، وتسميته القرآن سحراً . ويجوز أن تكون كلمة الردع متبوعة بقوله : { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } ردّاً لزعمه أن الجنة لم تخلق إلا له ؛ وإخباراً بأنه من أشدّ أهل النار عذاباً ، ويعلل ذلك بعناده ، ويكون قوله : { إِنَّهُ فَكَّرَ } بدلاً من قوله : { إِنَّهُ كان لأياتنا عَنِيداً } بياناً لِكُنْهِ عناده . ومعناه { فكر } ماذا يقول في القرآن { وَقَدَّرَ } في نفسه ما يقول وهيأه .