تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ كُلُّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ أَن يُؤۡتَىٰ صُحُفٗا مُّنَشَّرَةٗ} (52)

38

المفردات :

صحفا منشرة : قراطيس واضحة مكشوفة .

التفسير :

52- بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة .

كان الحقد والحسد يحمل كبراء مكة وعظماءها على عدم الإيمان حجودا وكبرا ، بل كل واحد من هؤلاء الكبراء ، كان يطمع أن ينزل عليه وحي السماء ، مكتوبا في صحف مفتوحة كما كان يكتب القرآن الكريم ، والله تعالى أعلم حيث يجعل رسالته ، فهو لا يختار الرسل لمنزلتهم المادية ، أو عظم موقعهم المالي ، ولكن لاعتبارات يعلمها الله ، منها الخلق والطهارة والسموّ والأمانة ، ورجاحة العقل والاستعداد للنهوض بأمر الرسالة ، وقد أشار القرآن إلى هذه المعاني .

وقال تعالى : الله أعلم حيث يجعل رسالته . . . ( الأنعام : 124 ) .

وقال تعالى : الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس . . . ( الحج : 75 ) .

وقال سبحانه : وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم . ( الزخرف : 31 ) .

وقد بلغ من حنق أبي جهل وجماعة من قريش على النبي صلى الله عليه وسلم أن قالوا : يا محمد ، ائتنا بكتب من رب العالمين مكتوب فيها : إني قد أرسلت لكم محمدا .

ونظيره ما حكاه القرآن من قولهم : أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيّك حتى تنزّل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا . ( الإسراء : 93 ) .

وقال مجاهد :

أرادوا أن ينزل على كل واحد منهم كتاب من السماء ، فيه : من رب العلمين إلا فلان ابن فلان ، إن محمدا رسول الله فاتبعه .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ كُلُّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ أَن يُؤۡتَىٰ صُحُفٗا مُّنَشَّرَةٗ} (52)

شرح الكلمات :

{ بل يريل كل امرئ منهم } : أي ليس هناك قصور في الأدلة والحجج التي قدمت لهم بل يريد كل واحد منهم .

{ أن يؤتى صحفا منشرة } : أي يصبح وعند رأسه كتاب من الله رب العالمين إلى فلان آمن بنبينا محمد واتبعه .

المعنى :

بل يريد كل واحد منهم أن يؤتى كتاباً من الله يأمره فيه بالإِيمان واتباع محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو العناد والمكابرة وصاحبهما غير مستعد للإِيمان بحال من الأحوال .

وهذه الآية كقوله تعالى : { حتى تنزل علينا كتابا نقرأه } هذا معنى قوله تعالى { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة } .

/ذ56