الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{بَلۡ يُرِيدُ كُلُّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ أَن يُؤۡتَىٰ صُحُفٗا مُّنَشَّرَةٗ} (52)

{ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } قراطيس تنشر وتقرأ كالكتب التي يتكاتب بها أو كتباً كتبت في السماء ونزلت بها الملائكة ساعة كتبت منشرة على أيديها غضة رطبة لم تطو بعد ؛ وذلك أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لن نتبعك حتى تأتي كل واحد منا بكتب من السماء عنوانها من رب العالمين إلى فلان بن فلان ، نؤمر فيها باتباعك ونحوه قوله : { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى تُنَزّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَءهُ } [ الإسراء : 93 ] ، وقال : { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كتابا فِى قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ . . . } الآية [ الأنعام : 7 ] . وقيل : قالوا إن كان محمد صادقاً فليصبح عند رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنه من النار . وقيل : كانوا يقولون : بلغنا أن الرجل من بني إسرائيل كان يصبح مكتوباً على رأسه ذنبه وكفارته ، فأتنا بمثل ذلك ؛ وهذا من الصحف المنشرة بمعزل . إلا أن يراد بالصحف المنشرة : الكتابات الظاهرة المكشوفة . وقرأ سعيد بن جبير : «صحفا منشرة » بتخفيفهما ، على أن أنشر الصحف ونشرها : واحد ، كأنزله ونزله .