فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلۡ يُرِيدُ كُلُّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ أَن يُؤۡتَىٰ صُحُفٗا مُّنَشَّرَةٗ} (52)

{ بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة } عطف على مقدر يقتضيه المقام كأنه قيل لا يكتفون بتلك التذكرة بل يريد الخ فهو إضراب انتقالي عن محذوف هو جواب الاستفهام السابق كأنه قيل فلا جواب لهم عن هذا السؤال أي لا سبب لهم في الإعراض بل يريد الخ .

قال المفسرون إن كفار قريش قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم ليصبح عند رأس كل رجل منا كتاب منشور من الله أنك لرسول الله ، والصحف الكتب واحدتها صحيفة والمنشرة المنشورة المبسوطة المفتوحة أي غير مطوية أي طرية لم تطو ، بل تأتينا وقت كتابتها ، وهذا من زيادة تعنتهم ، ومثل هذه الآية قوله سبحانه { حتى تنزل علينا كتبا نقرأه } قرأ الجمهور منشرة بالتشديد ، وقرأ سعيد بن جبير بالتخفيف وقرأ الجمهور أيضا بضم الحاء من صحف وقرأ سعيد بإسكانها .