{ إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير }
أمة : جماعة كثيرة أو أهل عصر .
إن الله هو الذي أرسلك بالحق والصدق فالمرسل محق والمرسل محق والرسالة بالحق والصدق والإيمان بالله ورسله واليوم الآخر مشتملة على الشرائع والأحكام والآداب والعبادات والمعاملات لإرشاد الناس في الدنيا وإسعادهم في الآخرة .
{ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } ما من جماعة كبيرة من الأمم إلا أرسل الله لها من بينهم من يرشدهم وينذرهم عذاب الله .
قال تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لبيبين لهم . . . ( إبراهيم : 4 ) .
وقال عز شأنه : رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون الناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما . ( النساء : 165 ) .
وقال تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا . . ( الإسراء : 15 ) .
وقال سبحانه : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة . ( النحل : 36 ) .
{ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } معناه أن الله قد بعث إلى كل أمة نبيا يقيم عليهم الحجة .
فإن قيل : كيف ذلك وقد كان بين الأنبياء فترات وأزمنة طويلة ألا ترى أن بين عيسى ومحمدا صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة لم يبعث فيها نبي ؟ فالجواب : أن دعوة عيسى ومن تقدمه من الأنبياء كانت قد بلغتهم فقامت عليهم الحجة .
فإن قيل : كيف الجمع بين هذه الآية وبين قوله { لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك } [ السجدة :3 ] ؟ فالجواب أنهم لم يأتهم نذير معاصر لهم فلا يعارض ذلك من تقدم قبل عصرهم وأيضا فإن المراد بقوله : { وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ليست ببدع فلا ينبغي أن تنكر لأن الله أرسله كما أرسل من قبله والمراد بقوله : { لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك } أنهم محتاجون إلى الإنذار لكونهم لم يتقدم من ينذرهم فاختلف سياق الكلام فلا تعارض بينهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.