فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ} (24)

{ إِنَّا أرسلناك بالحق } يجوز أن يكون { بالحقّ } في محل نصب على الحال من الفاعل ، أي محقين ، أو من المفعول ، أي محقاً ، أو نعت لمصدر محذوف ، أي إرسالاً ملتبساً بالحقّ ، أو هو متعلق ب{ بشيراً } ، أي بشيراً بالوعد الحقّ ، ونذيراً بالوعد الحقّ ، والأولى : أن يكون نعتاً للمصدر المحذوف ، ويكون معنى بشيراً : بشيراً لأهل الطاعة ، ونذيراً لأهل المعصية { وَإِن مّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } أي ما من أمة من الأمم الماضية إلاّ مضى فيها نذير من الأنبياء ينذرها ، واقتصر على ذكر النذير دون البشير ، لأنه ألصق بالمقام .

/خ26