تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ} (6)

المفردات :

ضريع : شيء في النار ، كالشوك مر منتن .

لا يغني من جوع : لا يدفع عنهم جوعا .

التفسير :

6 ، 7- ليس لهم طعام إلا من ضريع* لا يسمن ولا يغني من جوع .

يسلط على أهل النار الجوع ، فيحتاجون إلى الطعام فيقدم لهم الضريع ، وهو طعام خبيث به شوك ، ويجبرون على أكل الطعام حتى تمتلئ بطونهم به ، ومع هذا الألم فإن الطعام لا يقدم لهم الفائدة المرجوة ، فلا يقدم لهم الشحم أو اللحم الذي يسمّن جسومهم ، ولا الغذاء الذي يسدّ جوعهم ، وقد تعددت أراء المفسرين وأهل اللغة في بيان الضريع .

( والرأى –والله أعلم- أنه من طعام أهل النار ، لا يعرف له شبيه في الحياة الدنيا ، ولهذا وصفه الله سبحانه بأنه : لا يسمن ولا يغني من جوع . أي : إنه لا تتقبله الأجسام ، ولا تتفاعل معه ، كما أنه لا يشبع جوع الجياع . . . )iii .

وقد ذكر في القرآن الكريم ألوان العذاب ، وألون الطعام ، وذكر في سورة الحاقة قوله تعالى :

ولا طعام إلا من غسلين . ( الحاقة : 36 ) .

وهذا يفيد أن المعذبين من الكفار طبقات ، فمنهم من طعامه في النار الضريع ، ومنهم من طعامه الغسلين ، ومنهم من طعامه الزقوم .

قال تعالى : إن شجرة الزّقوم* طعام الأثيم* كالمهل يغلي في البطون* كغلي الحميم . ( الدخان : 43 -46 ) .

وهي ألوان من العذاب في الطعام وفي الشراب وفي سمة الوجوه ، وفي ألوان العذاب للأبدان ، وفي ألوان الهوان للنفوس ، وكأن الحق سبحانه يقول :

أيها الناس ، أنقذوا أنفسكم من هذا العذاب ، والوسيلة يسيرة ، وهي أن تؤمنوا بالله تعالى وحده ، وألا تشركوا به شيئا ، وأن تؤمنوا بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وأن تؤمنوا بالقضاء والقدر خيره وشره ، حلوه ومره .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ} (6)

{ ليس لهم طعام إلا من ضريع } في الضريع أربعة أقوال :

أحدها : أنه شوك يقال له : البشرق وهو سم قاتل وهذا أرجح الأقوال لأن أرباب اللغة ذكروه ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال الضريع شوك في النار .

الثاني : أنه الزقوم لقوله : { إن شجرة الزقوم ( 43 ) طعام الأثيم ( 44 ) } [ الدخان : 43 ، 44 ] .

الثالث : أنه نبات أخضر منتن ينبت في البحر وهذا ضعيف .

الرابع : أنه واد في جهنم وهذا ضعيف لأن ما يجري في الوادي ليس بطعام إنما هو شراب ولله در من قال : الضريع طعام أهل النار فإنه أعم وأسلم من عهدة التعيين واشتقاقه عند بعضهم من المضارعة بمعنى المشابهة لأنه يشبه الطعام الطيب وليس به ، وقيل : هو بمعنى مضرع البدن أي : مضعف ، وقيل : إن العرب لا تعرف هذا اللفظ ، فإن قيل : كيف قال هنا .

{ ليس لهم طعام إلا من ضريع } وقال في الحاقة { ولا طعام إلا من غسلين } [ الحاقة : 36 ] ؟ فالجواب : أن الضريع لقوم والغسلين لقوم أو يكون أحدهما في حال والآخر في حال .