البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ} (6)

الضريع ، قال أبو حنيفة وأظنه صاحب النبات ، الضريع : الشبرق ، وهو مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه شحماً ولا لحماً ، ومنه قول ابن عزارة الهذلي :

وحبسن في هزم الضريع فكلها *** حدباء دامية اليدين حرود

وقال أبو ذؤيب :

رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى *** وصار ضريعاً بان عنه النحائص

وقال بعض اللغويين : يبيس العرفج إذا تحطم . وقال الزجاج : هو نبت كالعوسج . وقال الخليل : نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر .

والضريع ، قال ابن عباس : شجر من نار .

وقال الحسين : وجماعة الزقوم .

وقال ابن جبير : حجارة من نار .

وقال ابن عباس أيضاً وقتادة وعكرمة ومجاهد : شبرق النار .

وقيل : العبشرق .

وقيل : رطب العرفج ، وتقدم ما قيل فيه في المفردات .

وقيل : واد في جهنم .

والضريع ، إن كان الغسلين والزقوم ، فظاهر ولا يتنافى الحصر في { إلا من غسلين } و { إلا من } ضريع .

وإن كانت أغياراً مختلفة ، والجمع بأن الزقوم لطائفة ، والغسلين لطائفة ، والضريع لطائفة .