المؤتفكات : المنقلبات ، وهي قرى قوم لوط ، جعل الله عاليها سافلها بالزلزلة .
وجاء فرعون ومن قبله ، والمؤتفكات بالخاطئة .
وجاء فرعون موسى ، ومن قبله من الأمم التي كفرت بآيات الله ، كقوم نوح وعاد وثمود ، والقرى التي انقلبت بأهلها ، وصار عاليها سافلها ، بسبب الفعلة الخاطئة التي ارتكبتها هذه القرى ، وهي قرى قوم لوط التي اقتلعها جبريل ، ورفعها على جناحه قرب السماء ثم قبلها ، وكانت خمس قرى .
والمؤتفكات : المنقلبات ، وهي قرى قوم لوط .
بالخاطئة : بالأعمال الخاطئة الفاحشة .
كذلك فرعون وقومه أخذهم الله بكفرهم . والمؤتفكاتُ أيضاً ، قرى قوم لوط ، لأن الله قَلَبَ تلك القرى فجعل عاليَها سافلَها بسبب خطيئتهم ومعصيتهم . وقد ذكر فرعونَ وقومَ لوطٍ وعاداً وثمود أكثر من مرة .
قرأ الجمهور قَبله بفتح القاف وسكون الباء : أي من تقدمه من القرون الماضية . وقرأ أبو عمرو والكسائي : ومن قِبله بكسر القاف وفتح الباء أي ومن عنده من أتباعه .
{ 9 - 12 } { وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ * فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً * إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }
أي : وكذلك غير هاتين الأمتين الطاغيتين عاد وثمود جاء غيرهم من الطغاة العتاة كفرعون مصر الذي أرسل الله إليه عبده ورسوله موسى [ ابن عمران ] عليه الصلاة والسلام وأراه من الآيات البينات ما تيقنوا بها الحق ولكن جحدوا وكفروا ظلما وعلوا وجاء من قبله من المكذبين ، { وَالْمُؤْتَفِكَاتِ } أي : قرى قوم لوط الجميع جاءوا { بِالْخَاطِئَةِ } أي : بالفعلة الطاغية وهي{[1208]} الكفر والتكذيب والظلم والمعاندة وما انضم إلى ذلك من أنواع الفواحش{[1209]} والفسوق .
{ وجاء فرعون ومن قبله } قرأ أهل البصرة والكسائي بكسر القاف وفتح الباء ، أي ومن معه من جنوده وأتباعه ، وقرأ الآخرون بفتح القاف وسكون الباء ، أي ومن قبله من الأمم الكافرة ، { والمؤتفكات } يعني : أي : قرى قوم لوط ، يريد : أهل المؤتفكات . وقيل يريد الأمم الذين ائتفكوا بخطيئتهم . { بالخاطئة } أي بالخطيئة والمعصية وهي الشرك .
قوله تعالى : " وجاء فرعون ومن قبله " قرأ أبو عمرو والكسائي " ومن قبله " بكسر القاف وفتح الباء ، أي ومن معه وتبعه من جنوده . واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اعتبارا بقراءة عبدالله وأبي " ومن معه " . وقرأ أبو موسى الأشعري " ومن تلقاءه " . الباقون " قبله " بفتح القاف وسكون الباء ، أي ومن تقدمه من القرون الخالية والأمم الماضية . " والمؤتفكات " أي أهل قرى لوط . وقراءة العامة بالألف . وقرأ الحسن والجحدري " والمؤتفكة " على التوحيد . قال قتادة : إنما سميت قرى قوم لوط " مؤتفكات " لأنها ائتفكت بهم ، أي انقلبت . وذكر الطبري عن محمد بن كعب القرظي قال : خمس قريات : صبعة وصعرة وعمرة ودوما وسدوم ، وهي القرية{[15299]} العظمى .
" بالخاطئة " أي بالفعلة الخاطئة وهي المعصية والكفر . وقال مجاهد : بالخطايا التي كانوا يفعلونها . وقال الجرجاني : أي بالخطأ العظيم ، فالخاطئة مصدر .
ولما أخبر تعالى عمن أهلك بالريح ومن أهلك بما سببه الريح تسبيباً قريباً بغير واسطة ، وكان ذلك كله{[67915]} - لخروجه عن العادة - راداً على أهل الطبائع ، أخبر بمن أهلك{[67916]} مما سببته الريح من الماء بواسطة السحاب ، وكانت سبب تطابقه عليهم مع أن كفرهم بالتعطيل الذي هو أنحس أنواع الكفر للقول بالطبيعة التي تتضمن الإنكار للبعث ، وكان إغراقهم بما يكذب معتقدهم لخروجه عن العادة ، فقال منبهاً على قوة كفرهم بالمجيء : { وجاء } أي أتى إتياناً عالياً شديداً { فرعون } أي{[67917]} الذي ملكناه على طائفة من الأرض فعتى وتجبر وادعى الإلهية ناسياً هيبتنا وقدرتنا بنقمتنا وأنكر الصانع وقال بالطبائع { ومن قبله } أي في جهته وفي حيزه وما يليه وفي السير بسيرته{[67918]} من العلو في الأرض بغير الحق والعتو في الكفر ، وهو ظرف مكان ، هكذا على قراءة البصريين والكسائي{[67919]} بكسر الكاف وفتح الموحدة ، فعم ذلك كل من كان كافراً عاتياً من قبله ومن بعده ، وهو معنى قراءة الباقين بفتح القاف وإسكان الباء الموحدة{[67920]} على أنه ظرف يقابل " بعد " بزيادة .
ولما كان قوم لوط عليه السلام قد جمعوا أنواعاً من الفسوق لم يشاركهم فيها أحد ، فاشتمل عذابهم على ما لم يكن مثله عذاب ، فكان كل من فعلهم الذي لم يسبقهم به أحد من العالمين وعذابهم الذي ما كان مثله{[67921]} قبل ولا بعد ، راداً على أهل الطبائع{[67922]} ، نص عليهم من بين من دخل فيمن{[67923]} قبله على القراءتين فقال : { والمؤتفكات } أي أهل المدائن المنقلبات بأهلها حتى صار{[67924]} عاليها سافلاً{[67925]} لما حصل لأهلها من الانقلاب حتى صاروا إياه{[67926]} واتبعت حجارة الكبريت{[67927]} وخسف بها وغمرت بما ليس في الأرض مثله وهي قرى قوم لوط عليه السلام { بالخاطئة * } أي الخطأ أو الأفعال ذات الخطأ التي تتخطى منها إلى نفس الفعل القبيح من اللواط والصفع والضراط مع الشرك وغير ذلك من أنواع الفسق والعناد والطغيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.