تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

وأملي لهم : أمهلهم وأطيل لهم المدة ، يقال : أملى الله له ، أي : أطال له الملاوة ، وهي المدة من الزمن .

كيدي متين : تدبيري قويّ ، لا يفلت منه أحد .

40- وأملي لهم إنّ كيدي متين .

أي : أمهملهم ولا أباغتهم جهرا ، بتأخير العذاب عنهم ، وأمنحهم كثيرا من النعم ليزدادوا إثما ، وهم يحسبون أن ذلك لإرادة الخير بهم .

إنّ كيدي كتين .

إن تدبيري وعذابي لقويّ شديد ، لا يدفع بشيء ، فلا يفوتني أحد ولا يعجزني .

وأفاد صاحب الظلال ما يأتي :

إن المعركة بين الله وبين هؤلاء الظالمين المعتدين ، والرّسل والهداة سبب ظاهريّ ، أما المسبب الحقيقي فهو الله ، ولا يغلب الله غالب ، وهذا إنذار رهيب للإنسان المسكين الذي يمثّل نملة صغيرة أمام قدرة الله القادرة ، إن هذه القدرة كانت وراء الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه في مكة ، وكانت أيضا وراءهم في المدينة حين أصبحت لهم دولة وقوة ، فقال تعالى لهم : فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . . . ( الأنفال : 17 ) .

من كلام المفسرين

ورد هذا المعنى في كتاب الله تعالى في نحو قوله سبحانه : أيحسبون أنّما نمدّهم به من مال وبنين* نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون . ( المؤمنون : 55 ، 56 ) .

وقوله تعالى : فلما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون . ( الأنعام : 44 ) .

وأملي لهم إن كيدي متين .

أي : أؤخرهم وأنسئ في آجالهم ملاوة من الزمان على كفرهم وتمرّدهم عليّ ، لتتكامل حججي عليهم ، وإن كيدي لأهل الكفر لقوي شديدxiv .

وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ : وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديدxv . ( هود : 102 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

{ وأملي لهم } أمهلهم وأنسي في آجالهم مدة طويلة على كفرهم وتمردهم ؛ لتتكامل

الحجج عليهم . { إن كيدي متين } إن إنعامي عليهم – استدراجا لهم – كيد قوي شديد لا يدفع ولا يطاق . وتسميته كيدا لكونه في صورته حيث كان سببا في هلاكهم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

وأملي لهم : أُمهلهم ، وأطيل لهم المدة .

كيدي متين : تدبيري قوي .

وأُمهلهم بتأخير العذاب ، إن تدبيري حين آخذُهم قويٌّ لا يفلت منه أحد .

وفي الحديث الصحيح : إن الله تعالى لَيُمْلِي للظالمِ حتى إذا أخذَه لم يُفلتْه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

فإن وهذا من كيد الله لهم ، وكيد الله لأعدائه ، متين قوي ، يبلغ من ضررهم وعذابهم فوق كل مبلغ{[1201]}


[1201]:- في ب: وعقوبتهم كل مبلغ.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وأملي لهم} يقول: لا أعجل عليهم بالعذاب.

{إن كيدي متين} يقول: إن أخذي بالعذاب شديد.

نزلت هذه الآية في المستهزئين من قريش...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وأنسئ في آجالهم ملاوة من الزمان، وذلك برهة من الدهر على كفرهم وتمرّدهم على الله لتتكامل حجج الله عليهم.

"إنّ كَيْدِي مَتِينٌ ": إن كيدي بأهل الكفر قويّ شديد...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

والأصل أن الكيد والمكر والاستدراج، يقتضي معنى واحدا، وهو أن يأخذ من وجه أمنه، ويراقب وجوه هلاكه، وهو يستعمل في الخلق على وجه يذم أهله. فهو يضاف إلى الله تعالى، ليس على جعل ذلك اسما له...، وإنما يضاف إليه في حق الجزاء باسم ما له الجزاء كما يسمى جزاء السيئة سيئة، وإن لم يكن الجزاء سيئة وكما سمي جزاء الاعتداء اعتداء، فكذلك سمي جزاء الكيد على هذا المعنى.

{متينِ} أي قوي ثابت. فقوله تعالى: {إن كيدي متين} أي كيدي لأوليائي على أعدائي ثابت، ليس ككيد الأعداء، لأن كيد الأعداء بكيد الشيطان، وكيد {الشيطان كان ضعيفا} [النساء: 76].

والأصل أن الكيد الذي أضيف إلى الله تعالى حق، والحق قوي ثابت، لا مدفع له، وكيد الشيطان باطل، وليس للباطل قرار.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ووجه الحكمة في ذلك أنهم لو عرفوا الوقت الذي يؤخذون فيه لكانوا آمنين إلى ذلك الوقت، وصاروا مغربين بالقبيح، والله تعالى لا يفعل ذلك...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{وَأُمْلِى لَهُمْ} وأمهلهم، كقوله تعالى: {إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً} [آل عمران: 178] والصحة والرزق والمدّ في العمر: إحسان من الله وإفضال يوجب عليهم الشكر والطاعة، ولكنهم يجعلونه سبباً في الكفر باختيارهم، فلما تدرّجوا به إلى الهلاك وصف المنعم بالاستدراج...

وسمي إحسانه وتمكينه كيداً كما سماه استدراجاً، لكونه في صورة الكيد حيث كان سبباً للتورّط في الهلكة، ووصفه بالمتانة لقوّة أثر إحسانه في التسبب للهلاك...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{وأملي لهم} معناه: أؤخرهم ملاوة من الزمن...، والكيد: عبارة عن العقوبة التي تحل بالكفار من حيث هي: على كيد منهم، فسمى العقوبة باسم الذنب.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أي: وأؤخرهم وأنظرهم وأمدهم وذلك من كيدي ومكري بهم؛ ولهذا قال تعالى: {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} أي: عظيم لمن خالف أمري، وكذب رسلي، واجترأ على معصيتي. وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله تعالى ليُمْلي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه". ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان الاستدراج يكون بأسباب كثيرة من بسط النعم وغيرها، فأبرزه بالنون المشتركة بين الاستتباع والعظمة، وكان تأخير الأجل لا يكون إلا لله وحده بغير واسطة شيء، قال سبحانه: {وأملي} أي: أؤخر أنا وحدي في آجالهم و أوسع لهم في جميع تمتعهم ليزدادوا إثماً. {لهم} لأنه لا يقدر على مد الأجل وترفيه العيش غيري.

ولما سلاه صلى الله عليه وسلم بهذا غاية التسلية، علل أو استأنف في جواب من لعله يقول: لم يكون أحدهم على هذا الوجه؟ مسمياً إنعامه كيداً: {إن كيدي} أي ستري لأسباب الهلاك عمن أريد إهلاكه وإبدائي ذلك له في ملابس الإحسان وخلع البر والامتنان {متين} أي في غاية القوة حيث كان حاملاً للإنسان على إهلاك نفسه باختياره. وسيعلم عند الأخذ أني لما أمهلته ما أهملته وأن إمهالي إنما كان استدراجاً...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

والتعبير ب (أملي لهم) إشارة إلى أنّ الله تعالى لا يستعجل أبداً بجزاء الظالمين، والاستعجال يكون عادةً من الشخص الذي يخشى فوات الفرصة عليه، إلاّ أنّ الله القادر المتعال أيّما شاء وفي أي لحظة فإنّه يفعل ذلك، والزمن كلّه تحت تصرّفه. وعلى كلّ حال فإنّ هذا تحذير لكلّ الظالمين والمتطاولين بأن لا تغرّهم السلامة والنعمة أبداً، وليرتقبوا في كلّ لحظة بطش الله بهم...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

{ وأملي لهم } أمهلهم كي يزدادوا تماديا في الشرك { إن كيدي متين } شديد لا يطاق

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

قوله تعالى : " وأملي لهم " أي أمهلهم وأطيل لهم المدة . والملاوة{[15274]} : المدة من الدهر . وأملى الله له أي أطال له . والمَلَوان : الليل والنهار . وقيل : " وأملي لهم " أي لا أعاجلهم بالموت ، والمعنى واحد . وقد مضى في " الأعراف " بيان هذا{[15275]} . " إن كيدي متين " أي إن عذابي لقوي شديد فلا يفوتني أحد .


[15274]:مثلث الميم.
[15275]:راجع جـ 7 ص 329.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

ولما كان الاستدراج يكون بأسباب كثيرة من بسط النعم وغيرها ، فأبرزه بالنون{[67719]} المشتركة بين الاستتباع والعظمة ، وكان تأخير الأجل لا يكون إلا لله وحده بغير واسطة شيء قال سبحانه : { وأملي } أي أوخر أنا وحدي في آجالهم و{[67720]}أوسع لهم{[67721]} في جميع تمتعهم{[67722]} ليزدادوا إثماً { لهم } لأنه لا يقدر على مد الأجل وترفيه العيش غيري .

ولما سلاه صلى الله عليه وسلم بهذا غاية التسلية ، علل أو استأنف في جواب من لعله يقول : لم يكون أحدهم على هذا الوجه ؟ مسمياً إنعامه كيداً : { إن كيدي } أي {[67723]}ستري لأسباب{[67724]} الهلاك عمن أريد{[67725]} إهلاكه وإبدائي {[67726]}ذلك له{[67727]} في ملابس الإحسان وخلع البر والامتنان { متين * } أي في غاية القوة حيث كان حاملاً للإنسان على إهلاك نفسه باختياره وسيعلم {[67728]}عند الأخذ أني{[67729]} لما{[67730]} أمهلته ما أهملته{[67731]} وأن إمهالي إنما كان استدراجاً .


[67719]:- من ظ وم، وفي الأصل: من النون.
[67720]:- من ظ وم، وفي الأصل: أو منهم.
[67721]:- من ظ وم، وفي الأصل: أو منهم.
[67722]:- زيد في الأصل: أما أملي لهم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67723]:- من ظ وم، وفي الأصل: ستر أسباب.
[67724]:- من ظ وم، وفي الأصل: ستر أسباب.
[67725]:- من ظ وم، وفي الأصل: يريد.
[67726]:- من ظ وم، وفي الأصل: له ذلك.
[67727]:- من ظ وم، وفي الأصل: له ذلك.
[67728]:- من ظ وم، وفي الأصل: أتى عند الأخذ.
[67729]:- من ظ وم، وفي الأصل: أتى عند الأخذ.
[67730]:- من ظ وم، وفي الأصل: أهملته ما أمهلته.
[67731]:- من ظ وم، وفي الأصل: أهملته ما أمهلته.