فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

ثم ذكر سبحانه أنه يمهل الظالمين ، فقال : { وَأُمْلِي لَهُمْ } أي أمهلهم ليزدادوا إثماً ، وقد مضى تفسير هذا في سورة الأعراف والطور ، وأصل الملاوة المدّة من الدهر ، يقال : أملى الله له : أي أطال له المدّة ، والملا : مقصور الأرض الواسعة ، سميت به لامتدادها { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } أي قويّ شديد ، فلا يفوتني شيء ، وسمى سبحانه إحسانه كيداً كما سماه استدراجاً لكونه في صورة الكيد باعتبار عاقبته ، ووصفه بالمتانة لقوّة أثره في التسبب للهلاك .

/خ52